منتديات الأجيال التعليمية


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات الأجيال التعليمية
منتديات الأجيال التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الغرائز السلوكية المشاكل السلوكية الفطرية لدى الأطفال والمراهقين

اذهب الى الأسفل

الغرائز السلوكية  المشاكل السلوكية الفطرية لدى الأطفال والمراهقين Empty الغرائز السلوكية المشاكل السلوكية الفطرية لدى الأطفال والمراهقين

مُساهمة من طرف صلاح الدين الخميس 19 يوليو 2012, 11:12 pm

المشاكل
السلوكية التي تجابه الطفل والمراهقين سواء كان ذلك في البيت أو المدرسة
وخارجها كثيرة ومعقدة ، وأن معالجتها والتغلب عليها ليس بالأمر السهل
مطلقاً ، وهو يتطلب منا الخبرة الكافية في أساليب التربية وعلم النفس من
جهة ، والتحلي بالحكمة والصبر والعطف الأبوي تجاه أطفالنا سواء في البيت و
في المدرسة من جهة أخرى .ولذلك وجدت أن من الضروري أن أتعرض لأهم تلك
المشاكل مستعرضاً مسبباتها وأساليب معالجتها والتغلب عليها . ولسهولة البحث
نستطيع أن نقسمها إلى قسمين رئيسيين :
1 ـ المشاكل السلوكية الفطرية
2 ـ المشاكل السلوكية المكتسبة
وسأتناول في هذا البحث المشاكل السلوكية الفطرية ، على أمل أن أتناول المشاكل السلوكية المكتسبة في البحث قادم .
المشاكل السلوكية الفطرية
ونقصد
بهذا النوع من المشاكل تلك التي تنشأ ، أو تظهر لدى أبنائنا وبناتنا نتيجة
لدوافع فطرية يطلق عليها عادة [ الغرائز ] ولابد لنا قبل البحث في هذا
النوع من المشاكل أن نستعرض تلك الغرائز البشرية لكي نقف على ما يمكن أن
يسببه التعامل معها لأبنائنا من مشاكل سلوكية ، بغية معالجتها . ذلك أن
الغرائز البشرية هذه لا يمكن كبتها ، أو محوها ،أو تجاهلها على الإطلاق ،
ولكن يمكننا السمو بها وجعلها مصدر خير لأبنائنا ومجتمعنا ، وبذلك نكون قد
حققنا هدفنا في تنشئة أبنائنا نشأةً صالحة وجنبناهم الكثير من الشرور ، ذلك
أن الغرائز يمكن أن تكون مصدر شر وأذى إذا ما تركت وشأنها ، ويمكن أن تكون
مصدر خير لأبنائنا إذا ما سمونا بها وسيطرنا عليها بشكل علمي وعقلاني دون
اللجوء إلى القسر والقمع الذّين يمثلان نقيضاً للطبيعة البشرية التي لا
يمكن قهرها ، وسألقي نظرة سريعة على الغرائز البشرية ومدى تأثيرها على سلوك
أبنائنا ، وما يمكن أن تسببه لهم من مشاكل والسبل القويمة لمعالجتها،
والتخفيف من تأثير الجوانب السلبية لها .
أنواع الغرائز [ الدوافع ]
1 ـ غريزة الخلاص .
2 ـ غريزة المقاتلة .
3 ـ غريزة حب الاستطلاع .
4 ـ غريزة الأبوة والأمومة .
5 ـ غريزة البحث عن الطعام .
6 ـ غريزة النفور
7 ـ غريزة الاستغاثة .
8 ـ غريزة السيطرة .
9 ـ غريزة الخضوع .
10 ـ غريزة حب التملك .
11 ـ غريزة حب الاجتماع .
12 ـ غريزة الهدم والبناء
13 ـ غريزة الجنس .
14 ـ غريزة الضحك .
وسأتعرض
إلى كل واحدة من هذه الغرائز ، وما يمكن أن تسببه من سلوك إيجابي أو سلبي ،
وكيف يمكن السمو بها وتوجيهها لما فيه خير أبنائنا وبناتنا .
1ـ غريزة الخلاص :
وتستثار
هذه الغريزة عادة عند شعور الأطفال بخطر ما يجعلهم يلجئون إلى الهرب
شعوراً منهم بالخوف . فلو فرضنا أن حريقاً شب في البيت ، أو في المدرسة ،
فإننا نجد الأطفال يتراكضون وقد تملكهم الرعب والفزع ، لينجوا بأنفسهم من
الحريق والموت ، وهنا تظهر أيضاً انفعالات لغريزة أخرى هي غريزة [الاستغاثة
]فيعمد الأطفال إلى الصراخ وطلب النجدة ، شعوراً منهم بالخطر .وقد يتحول
الخوف إلى نوع من الهلع الحاد وينتاب الطفل مشاعر غريبة وفريدة إلى حد كبير
.
ما هو موقفنا من هذه الغريزة ؟
إن من الطبيعي أن يكون موقفنا منها ذا شقين :
الشق
الأول : تبيان مخاطر النار لأطفالنا ، وما تسببه الحرائق من خسائر في
الأرواح والممتلكات ، كي نبعدهم عن اللعب والعبث بالنار ، أو الاقتراب منها
أو إشعالها ، وأن نوضح لهم أن الحرائق تبدأ عادة بعود ثقاب ، أو بشرارة
نارية أو كهربائية ، لكنها سرعان ما تشتد وتتسع بحيث يصعب السيطرة عليها
بسهولة ، وبدون خسائر مادية وبشرية كبيرة .
الشق
الثاني : ينبغي لنا أن لا ندع الخوف والهلع يسيطر على أبنائنا فيسبب ما
سبق أن ذكرنا من مضار ومخاطر ، ذلك أن الخوف والهلع في المواقف هذه يفقد
القدرة على التفكير والتصرف الصائب وينبغي علينا أن نستثير فيهم روح
الشجاعة والأقدام والاتزان ، وعدم الارتباك والتصرف الهادئ في مثل هذه
المواقف .
2 ـ غريزة المقاتلة :
إن
موقفنا من هذه الغريزة يجب أن يتصف بالحكمة والدقة . فلو أن أحد الأبناء
تخاصم مع أحد زملائه لأنه وقف حائلاً أمام رغبته في تحقيق أمر ما ، فعلينا
أولاً وقبل كل شيء أن نتفهم السبب الحقيقي للنزاع ، لكي نتعرف على ما إذا
كان الموقف يستحق المقاتلة والخصام أم لا ؟ وينبغي أن نفهمه أن اللجوء إلى
المقاتلة قبل استنفاذ الوسائل السلمية أمر غير مقبول ، وأن الواجب يقتضي
منه مراجعة إدارة المدرسة إن كان متواجداً فيها ومراجعة ذويه إن كان خارج
المدرسة ، إذ أن التسرع واللجوء إلى العنف يعرض النظام العام للانهيار فلا
تستطيع المدرسة أن تؤدي عملها ، و لذلك فعليه الاستعانة بإدارة المدرسة قبل
اللجوء إلى استعمال القوة ، وعلى إدارة المدرسة أن تأخذ المسألة بشكل جدي
وتجري التحقيق اللازم في الأمر بشكل دقيق ومعالجة المشكلة بشكل يجعل
التلميذ يؤمن بأن مراجعته إدارة المدرسة يؤمن له حقه ، إن كان على حق طبعاً
، فلا يلجأ للقتال .
ولا
شك أن الأطفال والمراهقين ذوي الاضطرابات الأخلاقية يمارسون أحياناً
سلوكيات تتسم بالعدوان ، والاندفاع ، والتدمير ، على الرغم من الجهود
المضنية التي تبذل من قبل المربين لتعديل سلوكهم وهم يمارسون عملية انتهاك
حقوق الآخرين باستمرار ، ولا يلتزمون بالمعايير الاجتماعية بما يتناسب مع
عمرهم الزمني ، و يستمرون بممارسة هذا السلوك على الرغم من تعرضهم مراراً
وتكراراً للعقاب ، ويصرون على ممارسة [السلوك العدواني والمواجهة البدنية]
مع الآخرين ،كما يتسمون [بالعناد وعدم الخضوع ] و [الإخفاق في الأداء ]
سواء في المنزل أو المدرسة وإلى [استعمال المواد المخدرة ] و[ تكرار
الإهمال ] و[التهرب من البيت أو المدرسة ] و[تخريب الممتلكات العامة
والخاصة ] و[الانحراف الجنسي] و[السرقة ] وغيرها من الآفات الاجتماعية
الأخرى التي قد تتضمن مواجهة جسدية عدوانية [ السرقة بالإكراه ] ، أو
الاعتداء الجنسي العنيف [الاغتصاب ] وقد تمتد هذه السلوكيات إلى العراك مع
الأقران ،والاعتداء على الآخرين والهجوم عليهم والاغتصاب والقتل .
إن
معالجة هذا النوع من السلوك المنحرف تتطلب جهوداً كبيرةً وأساليب معقدة
وصبراً وأناةً طويلين ، ومتابعةً مستمرةً من قبل البيت والمدرسة معاً ، وقد
يتطلب ذلك علاجاً نفسياً وصحياً .
أن
هناك البعض ممن يقف من المقاتلة موقفاً سلبياً بشكل مطلق فيسبب موقفهم هذا
ببث روح المذلة والخنوع والانهزامية في نفوس الناشئة ، فهناك مواقف ينبغي
أن تتميز بالشجاعة والإقدام دفاعاً عن الحقوق المغتصبة ، فالجندي الذي نطلب
منه أن يدافع عن وطنه وشعبه ضد المعتدين لا يستطيع القيام بواجبه على
الوجه الأكمل إذا قتلنا فيه روح الشجاعة والإقدام في المراحل الأولى من
حياته.
ينبغي
أن يكون موقفنا من هذه الغريزة موقفاً إيجابياً قائماً على أساس سيادة
القانون والنظام أولاً ، والدفاع عن الحقوق والكرامة ثانياً ، فلا اعتداء
على الأخوان والأصدقاء والزملاء والجيران ، ولا خنوع وخضوع وجبن أمام
المعتدين .
3 ـ غريزة الأبوة والأمومة :
تستثار
هذه الغريزة في المراحل الأولى من حياة أبنائنا وبناتنا عند تعرض الآخرين
لحادث ما ، فيلجئون إلى مساعدتهم . وطبيعي أن هذه الغريزة تحمل جانباً
خيراً بشكل عام ، فعندما يسقط أحدهم ويصاب بجرح أو كسر في يده أو رجله نجد
زملائه يسارعون إلى إليه بحنو وعاطفة
ليقدموا
له المساعدة وقد بدت عليهم علامات الحزن والأسى . إن هذه الغريزة لها
أهمية قصوى في تربية أبنائنا على روح المحبة والتعاون ، حيث أن المحبة
والتعاون ركنان أساسيان من الأركان التي يبنى على أساسها المجتمع ، وهي
السبيل لتقدمه ورقيه وتطوره ، ورفاهيته .
أما
في مرحلة النضوج فمعروف أن هذه الغريزة هي الأساس في بقاء وتطور المجتمعات
حيث يطمح الأبناء والبنات البالغون في تكوين الأسرة ، وإنجاب الأطفال
وتربيتم في جو من الحنان والحب يصل إلى درجة التضحية بالنفس في سبيلهم ،
فنراهم يكدون ويتعبون طوال النهار من أجل تأمين الحياة السعيدة والعيش
الهانئ لأبنائهم ، ولولا هذه الغريزة لما تحملت الأم ، ولا تحمل الأب تبعات
المصاعب والمشاق التي يصادفونها في تربيتهم ومساعدتهم في بناء مستقبل يليق
بهم .
4 ـ غريزة حب الاستطلاع :
تستثار
هذه الغريزة لدى أبنائنا عندما يكون الأبناء أمام أمرٍ يهمهم معرفته، وقد
يكون لهم معرفة بجزء منه ، وهذه الغريزة ذات أهمية كبيرة بالنسبة للناشئة
لأن استثارتها تدفعهم إلى اكتشاف الحقائق بأنفسهم ، والحصول على الخبرات
التي يحتاجونها في حياتهم ، كما تدفعهم إلى الدراسة والتتبع باستمرار ، حتى
في الكبر ، بغية الوقوف على كل ما يجري من تطور وتغير في فيما يحيط بهم .
وهناك
نقطة هامة ينبغي أن لا تغيب عن أذهاننا هي أن هذه الغريزة يمكن أن يكون
لها تأثير سلبي ضار في بعض الحالات وينبغي أن ننبه أبنائنا بأخطارها وسأورد
هنا مثالاً على ذلك :
في
أحد دروس العلوم شرح المعلم لتلاميذه كيف يمكن ممغطنة قطعة من الحديد ،
وذلك عن طريق لفها بسلك وربطها بتيار كهربائي .وعندما عاد التلاميذ من
المدرسة حاول أحدهم أن يقوم بالتجربة بنفسه ، فأخذ قطعة الحديد ولفها بسلك
ووصلها بالتيار الكهربائي بشكل غير صحيح فكانت النتيجة أن صعقه التيار
الكهربائي وسبب له الوفاة ، لقد كان الواجب على المعلم أن يجري التجربة
أمام التلاميذ بشكل يؤمن السلامة ، و يحذرهم من خطورة الكهرباء إذا ما تمت
التجربة بشكل خاطئ.
5 ـ غريزة البحث عن الطعام :
وهي
من الغرائز الهامة لبقاء الحياة واستمرارها ، وتظهر بعد الولادة مباشرة ،
فلا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون الطعام ، وغالباً ما تستثار هذه الغريزة
عند ما نشم رائحة الطعام الشهي أو تقع أبصارنا على الحلويات وغيرها ، ويشعر
الإنسان ، عن طريق حاسة الذوق ، بلذة كبيرة وهو يتناول ما يشتهيه من تلك
الأطعمة والحلويات . إن هذه الغريزة تفعل فعلها لدى الكبار والصغار على حد
سواء . ورغم أن الإنسان لا يستطيع الاستغناء عن الطعام لكي يبقى على قيد
الحياة ، فأن تناول الطعام بغير اعتدال يعطي نتائج سلبية على صحة الإنسان ،
حيث يسبب السمنة والتي بدورها تسبب العديد من الأمراض الخطيرة كالسكري
وأمراض القلب ، وتسوس الأسنان، وغيرها من الأمراض الأخرى ، مما يتطلب منا
تعويد أبنائنا على العادات الغذائية الصحيحة .
كما
أن هذه الغريزة تدفع بالكثير من الصبيان الذين لا يجدون لديهم النقود
لشراء الحلويات إلى السرقة من المحلات لإشباع هذه الغريزة ، ولذلك يجب على
الآباء والأمهات إشباع هذه الرغبة لدى الأبناء وعدم التقتير عليهم لكي لا
يتجهوا نحو السرقة التي يمكن أن تتأصل لديهم إذا ما استمروا عليها لفترة من
الزمن .
6 ـ غريزة النفور :
هذه
الغريزة نجدها لدى الصغار والكبار على حد سواء حيث أن الإنسان بطبيعته
يتحسس الروائح أو المشاهد المختلفة ، فنراهم ينفرون وتتقزز نفوسهم من
الروائح الكريهة ، أو من المشاهد المؤلمة ، وعلى العكس نجدهم يتمتعون برؤية
المشاهد الجميلة والمسرة ، ويستمتعون بشم الروائح العطرة ولذلك نجد
الأبناء ، وخاصة المراهقين منهم يسعون إلى الاهتمام بمظهرهم ورائحتهم من
أجل لفت انتباه الآخرين وخاصة من الجنس الآخر .
وهناك
جانب آخر من النفور نجده لدى البعض تجاه البعض الآخر، وخاصة في صفوف
المراهقين بسبب لون البشرة ، أو القومية ، أو الدين أو غيرها من المبررات ،
وهو يمثل جانباً خطيراً يهدد سلامة المجتمع ويعمل على تمزيقه ، وخلق
استقطاب وتنافر وصراع يصعب معالجته إذا ما استمر وتوسع ، دون أن يواجه على
المستويين الرسمي والشعبي .
ولاشك
أننا نشهد اليوم تصاعد موجة معاداة الأجانب من قبل العديد من المراهقين في
مختلف البلدان الأوربية ، بسبب لون بشرتهم أو جنسهم ، ووقوع الاعتداءات
البدنية الشديدة التي وصلت في بعض الأحيان إلى القتل ، مما يستدعي الواجب
من الحكومات والمجتمع أن يعطيا هذه المشكلة أهمية كبيرة ، حيث يقيم في
المجتمعات الغربية أعداد كبيرة من المهاجرين ، والعمل على استنفاذ كل
الوسائل والسبل لخلق روح من الألفة والمحبة والتسامح والتعاون بين أبناء
هذه المجتمعات والمهاجرين ، ومحاولة ربط جسور من الروابط التي تجعل التعايش
فيما بينهم أمرٌ طبيعي بكل ما تعنيه الكلمة .
ولاشك
أن المسألة تتوقف علينا جميعاً ،كباراً وصغار، سواء كنا مواطنين أو
مهاجرين ، مسؤولين وغير مسؤولين ، أن نبذل أقصى ما يمكن من الجهود لمعالجة
الوضع ، فإذا ما تكاتفت الجهود الصادقة أمكننا تحقيق الهدف المنشود في خلق
مجتمع تسوده المحبة والمودة والسلام
7ـ غريزة السيطرة :
ونجد
هذه الغريزة ظاهرة لدى كل من يشعر أنه في مركز قوي ، وكلما ازداد شعوره
بالتفوق بالقوة تتجلى لديه هذه الغريزة بشكل واضح .أن هذه الغريزة تحتاج
منا أن نعيرها اهتماماً بالغاً، فلا ندعها تسيطر على سلوك أبنائنا وتدفعهم
إلى العنف والاعتداء على إخوانهم وزملائهم بغية فرض سيطرتهم عليهم بوسائل
العنف . ولابد أن أشير إلى أن هذه الغريزة لا تقتصر على الأفراد فحسب ، بل
تتعداها إلى الجماعات في المجتمعات القبلية ، وكذلك الحكومات والدول ، وما
الحروب التي شهدناها ونشاهدها اليوم إلا وكانت بدافع السيطرة على الشعوب
واستغلالها، ونهب ثرواتها . ولابد لي أن أشير إلى أن السمو بهذه الغريزة
يمكن أن يدفع الإنسان إلى تحويل سيطرته على أخيه الإنسان ،إلى السيطرة على
الطبيعة وكشف أسرارها ، والتنعم بخيراتها ، وفي ذلك تنتفي الحاجة للحروب ،
وتسود المحبة والتعاون والتعاطف كافة شعوب الأرض .
8 ـ غريزة الخضوع :
إن
هذه الغريزة هي على النقيض من غريزة السيطرة ، ونجدها لدى الإنسان الذي
يشعر أنه في موقف خطير وصعب وضعيف ، لكي يحمي نفسه من بطش الآخرين .
ونستطيع أن نستدل على خضوعه وخنوعه من موقف الأبناء تجاه آبائهم أو معلميهم
الأشداء في تعاملهم . ولا تقتصر هذه المواقف على الصغار بل تتعداها إلى
الكبار في ظل المجتمعات التي تُحكم بأسلوب دكتاتوري يستخدم العنف وأساليب
البطش والإرهاب ضد أبناء الشعب ، كما هو الحال في الكثير من بلدان وخاصة
بلدان العالم الثالث التي تقودها حكومات ديكتاتورية ، حيث تحكم شعوبها
بالحديد والنار وأقسى أساليب الإرهاب وكم الأفواه .
إن
هذه الغريزة يمكن أن تكون مصدر ضرر كبير لأبنائنا ،حيث تخلق لديهم روح
التخاذل والانهزام والجبن ، والشعور بالنقص ، وضعف الشخصية .
وعليه
فالواجب يتطلب منا ،كمربين ،أن لا ندع العلاقة بيننا وبين أبنائنا قائمة
على أساس الخوف والرهبة ،والطاعة العمياء التي تحطم شخصيتهم ، بل ينبغي أن
يكون التعامل قائماً على أساس الاحترام والمحبة والعطف لكي لا ندع هذه
الغريزة تؤثر على نشأت أبنائنا فتضعف شخصيتهم وتفقدهم الثقة بالنفس .
9 ـ غريزة حب التملك :
وتبدأ
هذه الغريزة بالظهور لدى الأطفال في سن مبكر جداً ، حيث يمر الطفل بمرحلة
تدعى [ الأنا] وفي هذه المرحلة يشعر الطفل أن كل ما حوله من الأشياء يعود
إليه، ويحاول الاستحواذ عليها ، ويبدأ بالبكاء والصراخ إذا ما حاولنا نزعها
منه بالقوة .وكثيراً ما تخاصم الأطفال بسبب ذلك وقد يلجأ إلى الضرب أو
العض دون إدراك منه . وعندما يكبر الطفل تبدأ هذه الغريزة بالتطور ، فنراه
يسعى إلى الحصول على الأشياء كالألعاب وغيرها بالطلب من أبويه تلبية مطالبه
ويحاول التمرد والعصيان إذا لم تلبى تلك المطالب ، وخاصة عندما يرى لدى
البعض من زملائه تلك الأشياء ولا يمتلكها هو أسوة بهم .
إن
على الآباء والأمهات أن يلبوا تلك الحاجات لدى أبنائهم قدر الإمكان ،على
أن لا تتجاوز حدود المعقول وحدود إمكانياتهم المادية ، فلا تقتير ، ولا
تلبية كل ما يُطلب منهم ، لأن كلتا الحالتين تسببان لأبنائهم الضرر البليغ ،
وعلى الآباء والأمهات أن يكافئوا أبنائهم إذا تفوقوا في دروسهم ،وإذا ما
كانوا حسني السلوك والتعامل مع إخوانهم وأخواتهم وزملائهم . إن غريزة حب
التملك تستمر لدى الإنسان طوال حياته حيث يطمح كل فرد في أن يمتلك على سبيل
المثال مسكناً وأثاثاً فاخراً وسيارة ، وأن يلبس الملابس الأنيقة ، وأن
يكون لديه من المال ما يمكنه من إشباع كافة حاجاته المادية ، وقد يلجأ
البعض إلى الأساليب النظيفة والشريفة لتأمين تلك الحاجات ، وقد يلجأ البعض
الآخر إلى مختلف أساليب الغش والاحتيال والسرقة والاغتصاب للحصول على ما
يبتغيه ، وقد يسعى للإثراء غير المشروع سالكاً كل الطرق ،ومستخدماً كل
الوسائل في سبيل ذلك . وهكذا تبدو لنا هذه الغريزة كسيف ذو حدين ، ولذلك
فأن علينا أن نربي أبنائنا منذ الصغر على الأمانة والعفة ، وعدم التجاوز
على حقوق الغير أو ممتلكاتهم ، وبسلوك الطريق الصحيح في الحصول على الأشياء
، وعلينا أن ننمي الجانب الإيجابي في هذه الغريزة ونكبح جماح جانبها
السلبي قدر المستطاع .
ولابد
أن أشير هنا إلى أن هذه الغريزة تفعل فعلها بشكل صارخ وعدواني على مستوى
الدول والحكومات ، والكثير من الجشعين الذين يستخدمون كافة الوسائل والسبل
للاستحواذ على ثروات الشعوب الضعيفة ونهب خيراتها وتركها تئن تحت وطأة
الجوع والعري والمرض والتخلف فلقد شهد النصف الأول من القرن العشرين هجمة
استعمارية من قبل العديد من الدول الأوربية ، واليابان والولايات المتحدة
كان ضحيتها الشعوب الضعيفة ،من أجل أن يملأ المستعمرون جيوبهم بمليارات
الدولارات على حساب بؤس وتعاسة تلك الشعوب ،التي رزحت لعشرات السنين تحت
نير الاستعمار ، ودفعت ثمناً غالياً من دماء أبنائها ،من أجل استعادة
حريتها واستقلالها وثرواتها .
10ـ غريزة حب الاجتماع :
لا
يستطيع أي إنسان ، طفلاً كان أم بالغاً ، كبيراً أم صغيراً ، ذكراً أم
أنثي أن يحيا حياة منعزلة عن الآخرين . أنها غريزة حب الاجتماع التي تظهر
لدى الإنسان منذ طفولته المبكرة فنراه إذا ترك لوحده يبدأ بالبكاء والصراخ ،
ولا يشعر بالأمان ، وتتصاعد رغبة الطفل كلما نما وكبر ،فنراه ميالاً إلى
لقاء غيره من الأطفال واللعب معهم ، وقد يقضي معهم الساعات الطوال دون أن
يحس بالوقت، ولا يمكن لنا أن نحجزه بين أربعة جدران لوحده ، وحتى لو كنا
معه في البيت فإنه يبقى بحاجة إلى الخروج واللعب مع أقرانه الأطفال .
إن
هذه الغريزة تحمل الجانب الإيجابي أكثر من الجانب السلبي ، حيث يُكّون
الطفل علاقات اجتماعية تخلق روح المحبة والتعاون لديه . لكن على الآباء
والأمهات أن يحرصوا على حماية أبنائهم من رفاق السوء لئلا يصيبونهم بالعدوى
ويصبحون مثلهم شاءوا أم أبوا ، ينبغي أن نحرص على جعل أبنائنا يختارون
الأصدقاء الذين يتصفون بالأخلاق الفاضلة ،والصفات الحميدة ، وعلينا كمربين
أن نراقب علاقاتهم بالأصدقاء ، ونتعرف باستمرار على أوضاعهم وسلوكهم
وتصرفاتهم للحيلولة دون صدور أي تصرف منهم يسيء إليهم وإلى المجتمع ، وعدم
تركهم وشأنهم ، فينحرفون ويجرفون معهم غيرهم إلى طريق السوء .
ولا
شك أن الإكثار من النشاطات اللا صفية في المدرسة ، وبإشراف معلميهم ، من
رياضة وتمثيل وخطابة ورسم ونحت وغيرها من النشاطات المفيدة تمكننا من السمو
بهذه الغريزة ، وتعزز العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ ، وتخلق فيهم روح
المحبة والاخوة والتعاون ، إضافة إلى تنمية مواهبهم وقدراتهم في مختلف
المجالات الفنية والأدبية والاجتماعية .
11 ـ غريزة الحل والتركيب :
أن
هذه الغريزة ذات أثر بالغ في تربية أبنائنا إذا ما وجهناها التوجيه الصحيح
، أنها تنمي فيهم روح المتابعة والاستطلاع والابتكار ،وتنشط ذكائهم
وقابليتهم ،وينبغي لنا أن نقدم لهم كل دعم ومساندة ، والإجابة على كل
استفساراتهم ،ومساعدتهم على تخطي كل الصعاب.
غير
أننا ينبغي أن لا ندع الأطفال يعبثون بأشياء أو أمور ذات خطورة لا طاقة
لهم بها ولا معرفة ، فيسببون لهم المخاطر والأذى إضافة إلى التخريب والضرر .
وبالإمكان شراء بعض أنواع الألعاب التي تعتمد على الحل والتركيب والتي لا يسبب لهم استعمالها أي ضرر بدني .
12 ـ الغريزة الجنسية :
وتعتبر
هذه الغريزة من أقوى الغرائز البشرية وأخطرها في الوقت نفسه ، أنها غريزة
البقاء للجنس البشري ، والتي تتشابك مع غريزة الأبوة والأمومة لتكونا معاً
اتحاداً مقدساً يجمع بين الذكر والأنثى لكي تنشأ الخلية الصغيرة في مجتمعنا
أي
[ الأسرة ] حيث يكّون مجموع الأسر المجتمعات البشرية .
تبدأ
هذه الغريزة بالظهور منذ مراحل الطفولة الأولى بشكل بسيط وبدائي في بادئ
الأمر ، لكنها سرعان ما تتطور في بداية مرحلة المراهقة وتشتد عنفواناً ،
حيث نجد الأبناء يميلون كل إلى الجنس الآخر [الذكر والأنثى ] ويأخذ الجنس
بالسيطرة على تفكيرهم باستمرار ، ولذلك فأن مرحلة المراهقة تعتبر اخطر
مراحل النمو ، وأكثرها حاجة لإشراف الأباء والأمهات والمربين وتقديم
النصائح والإرشادات للمراهقين غير مكتملي النضوج والذين يمكن أن يتعرضوا
لأخطار كثيرة إذا أهملنا واجبنا كمربين وتركناهم يتخبطون في سلوكهم
وتصرفاتهم .
ينبغي
أن نعطي اهتماماً كبيراً للتربية الجنسية ، سواء في البيت أو المدرسة
،وعدم التهيب من إعطاء أبنائنا وبناتنا المعلومات الكافية عن الحياة
الجنسية ، وينبغي لنا أن ندرك أن الاضطراب العصبي الذي نجده لدى المراهقين
عائد في الواقع لتهديدهم من الاقتراب من المسألة الجنسية .
إن
سياسة السكوت وحجب الحقائق الجنسية عن الأبناء تؤثران تأثيراً سلبياً
بالغاً عليهم ،إضافة إلى أنهم سيدركون أن ذويهم يكذبون عليهم ، وهم سوف
يجدون الحقيقة عاجلاً أم آجلاً ، و عندما يكتشفونها فإنهم سوف لن يستمروا
بمتابعة طرح الأسئلة على ذويهم ، وسوف يستعيضون عن ذلك بالحصول على كل
المعلومات المتعلقة بالحياة الجنسية من زملائهم الآخرين .
إن
الكذب على الأبناء عملُ غير صحيح وغير مرغوب فيه ، وإن المعلومات عن
المواضيع الجنسية ينبغي أن تعطى لهم تماماً بنفس اللهجة ، ونفس الشيء من
المعلومات عن المواضيع الأخرى ، وأن تعطى بنفس الحديث المباشر . وإذا كان
الوالدان غير قادرين على التحدث مع أطفالهم بشكل طبيعي في المواضيع
المتعلقة بالجنس فسيدعونهم يستمعون إلى الآخرين الذين هم أقل تمسكاً
بالتقاليد وقيم العائلة ، وليس هناك أية صعوبة ، قبل البلوغ ، في جعل الطفل
يبقى طبيعياً بالنسبة للجنس ، تماما كما في المواضيع الأخرى وحتى بعد
البلوغ سوف تكون أقل بكثير عندما ينعمون بصحة سليمة أكثر مما عندما تكون
عقولهم قد امتلأت بالرعب والحرمان غير المعقول .
إن
التضحية بالذكاء في سبيل الفضيلة عن طريق جعل الأولاد مشغولين ومتعبين
جسدياً كي لا تكون لديهم فرصة أو ميل للجنس يسبب لهم الأضرار التالية:
1 ـ يغرس رعباً وهمياً في عقول الأولاد .
2 ـ يسبب نسبة كبيرة من الخداع .
3 ـ يجعل الفكر والشعور في المواضيع الجنسية مشيناً ووهمياً .
4 ـ يسبب تشوقاً فكرياً يظهر مخطئاً ومدمراً ، أو يصبح مؤذياً قذراً يفقد الراحة ،ويعيق الإدراك.
إن
من المهم في جميع تصرفاتنا مع الأطفال أن لا نشعرهم أن الحصول على فكرة عن
الجنس هو شيء قذر وسري ، إن الجنس موضوع هام جداً، ومن الطبيعي للمخلوقات
البشرية أن تفكر به ،وتتكلم عنه وخير لنا أن لا ندع أبنائنا يتعلمون عنه من
الجهلة أو المراهقين المنحرفين فينزلقون وينحرفون ، وخاصة ما نراه اليوم
من انتشار الأمراض الفتاكة الناجمة عن فقدان الوعي الجنسي والصحي لدى
المراهقين بصورة خاصة ، والمنتشرة بشكل خطير في أنحاء العالم كمرض [ فقدان
المناعة ] الذي بات يهدد حياة مئات الملايين بالموت المحقق ، وحيث لم يتوصل
العلم لحد الآن إلى علاج شافٍ له ، أو الوقاية منه ، والذي يمكن أن يُنقله
المصابون للآخرين الذين لا يملكون المعرفة والخبرة الكافية لتجنب هذا
الوباء الوبيل .
13 ـ غريزة الضحك :
الضحك
سلوك غريزي نجده بشكل واضح لدى الأطفال منذ المراحل الأولى ، فهم يضحكون
لأتفه الأسباب ، وقد ينطلق الطفل بالضحك بصورة لاإرادية ، ولاشك أن الضحك
يؤثر تأثيراً إيجابياً على الصحة النفسية للأطفال وللكبار على حد سواء ،
وينفس عن الضيق والضجر الذي يشعر به المرء في حياته ، وعليه فأن قمع هذه
الغريزة لدى أبنائنا يعود بالضرر البليغ على حالتهم النفسية .
إن
علينا أن ندعهم ينفسون عن ما في أنفسهم بالضحك والمرح حتى داخل الصف في
المدرسة لكي لا نجعل الدروس عبئاً ثقيلاً عليهم ، إن بضع دقائق من الضحك
والمرح تخلق روح التجديد والنشاط لدى التلاميذ ، وتجعلهم يقبلون على الدرس
برغبة واشتياق ، شرط أن يكون بحدود معقولة لا تدع العبث يطغي على الدرس
.ولاشك أن المعلم العبوس ، الذي يرفض أن يمنح تلامذته الابتسامة ، ويستكثر
عليهم الانبساط ولو لبضعة دقائق ،يصبح درسه عبئاً ثقيلاً عليهم وبالتالي
يكرهونه.
الخلاصة :
نستخلص
من كل ما سبق أن الحقيقة التي ينبغي أن نضعها أمام أنظارنا هي أن الوقوف
بوجه الغرائز ومحاولة استئصالها ، أو قمعها ، أو بترها أمرٌ ضار جداً ،
ومخالف للطبيعة البشرية ، لأن الغرائز لا يمكن قهرها أو إلغائها ، بل يمكن
السمو بها وتوجيهها وجهة الخير لكي تعود على أبنائنا بالفائدة التي من
أجلها ولدت معنا هذه الغرائز ، فمن المعلوم أن كل شئ في الوجود يحوي على
النواحي الإيجابية والنواحي السلبية ، ولاشك أن دورنا كبير ، وأساسي في
التركيز على الجوانب الإيجابية لهذه الغرائز ، وحثّ أبنائنا على التمسك بها
، والتقليل من تأثير الجوانب السلبية ، وبهذا نستطيع خلق الظروف الصحية
لنمو أبنائنا أخلاقياً ونفسياً وجسمانياً ، ولاشك أن هذا العمل ليس بالأمر
الهين ، وهو يتطلب منا عملاً مثابراً ، ومتواصلاً حتى نستطيع أن نوصل
أبناءنا إلى شاطئ السلامة والأمان .

قواعد سلوكية لضبط وتوجيه الأطفال


تؤثر
الخلافات بين الأب والأم على النمو النفسي السليم للطفل، ولذلك على
الوالدين أن يلتزما بقواعد سلوكية تساعد الطفل على أن ينشأ في توازن نفسي،
ومن هذه القواعد:

أولاً: الاتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين
*
إن نمو الأولاد نمواً انفعالياً سليماً وتناغم تكيفهم الاجتماعي يتقرر
ولحد بعيد بدرجة اتفاق الوالدين وتوحد أهدافهما في تدبير شؤون أطفالهم. على
الوالدين دوماً إعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل، ويزيدا
من اتصالاتهما ببعضهما خاصة في بعض المواقف السلوكية الحساسة، فالطفل يحتاج
إلى قناعة بوجود انسجام وتوافق بين أبويه.
.





* شعور الطفل بالحب والاهتمام يسهل عملية الاتصال والأخذ بالنصائح التي يسديها الوالدان إليه.
مثال على ذلك الاضطراب الانفعالي الذي يصيب الولد من جراء تضارب مواقف الوالدين من السلوك الذي يبديه:
زكريا
عمره أربعة أعوام يعمد إلى استخدام كلمات الرضيع الصغير كلما رغب في شد
انتباه والديه، وبخاصة أمه إلى إحدى حاجاته فإذا كان عطشاً فإنه يشير إلى
صنبور الماء قائلاً: "أمبو.. أمبو" للدلالة على عطشه.
ترى الأم في هذا السلوك دلالة على الفطنة والذكاء لذا تلجأ إلى إثابته على ذلك، أي تلبي حاجته فتجلب له الماء من ذاك الصنبور.

أما
والده فيرى أن الألفاظ التي يستعملها هذا الولد كريهة، فيعمد إلى توبيخه
على هذا اللفظ الذي لا يتناسب مع عمره. وهكذا أصبح الطفل واقعاً بين جذب
وتنفير، بين الأم الراضية على سلوكه والأب الكاره له ومع مضي الزمن أخذت
تظهر على الطفل علامات الاضطراب الانفعالي وعدم الاستقرار على صورة سهولة
الإثارة والانفعال والبكاء، وأصبح يتجنب والده ويتخوف منه.

ثانياً: أهمية الاتصال الواضح بين الأبوين والولد
* على الوالدين رسم خطة موحدة لما يرغبان أن يكون عليه سلوك الطفل وتصرفاته.

شجع
طفلك بقدر الإمكان للإسهام معك عندما تضع قواعد السلوك الخاصة به أو حين
تعديلها، فمن خلال هذه المشاركة يحس الطفل أن عليه أن يحترم ما تم الاتفاق
عليه؛ لأنه أسهم في صنع القرار.
على الأبوين عدم وصف الطفل بـ(الطفل
السيئ) عندما يخرج عن هذه القواعد ويتحداها، فسلوكه السيئ هو الذي توجه
إليه التهمة وليس الطفل، كي لا يحس أنه مرفوض لشخصه مما يؤثر على تكامل نمو
شخصيته مستقبلاً وتكيفه الاجتماعي.
مثال على المشاركة في وضع قواعد
السلوك: هشام ومحمد طفلان توأمان يحبان أن يتصارعا دوماً في المنزل، وهذه
المصارعة كانت مقبولة من قبل الوالدين عندما كانا أصغر سناً (أي: في
السنتين من العمر) أما في عمر أربعة أعوام فإن هذا اللعب أضحى مزعجاً
بالنسبة للوالدين.

جلس الوالدان مع الطفلين وأخذا يشرحان لهما أن
سنهما الآن يمكنهما من أن يفهما القول، ولابد من وجود قواعد سلوكية جديدة
تنظم تصرفاتهما وعلاقاتهما ببعضهما.
بادر الولدين بالسؤال: هل يمكننا
التصارع في غرفة الجلوس بدلاً من غرفة النوم؟ هنا وافق الأبوان على النظام
التالي: المصارعة ممنوعة في أي مكان من المنزل عدا غرفة الجلوس.
* عندما يسن النظام المتفق عليه لابد من تكرار ذكره والتذكير به، بل والطلب من الأطفال أو الطفل بتكراره بصوت مسموع.

كيف تعطى الأوامر الفعالة؟
"أحمد، أرجوك.. اجمع لعبك الملقاة على الأرض وارفعها إلى مكانها".. عندما تخاطب ابنك بهده اللهجة فمعنى ذلك أنها طلب.

أما
عندما تقول له: "أحمد، توقف عن رمي الطعام أو تعال إلى هنا وعلق ملابسك
التي رميتها على الأرض" فإنك تعطيه أمراً ولا تطلب طلباً.

* يتعين
على جميع الآباء إعطاء أوامر أو تعليمات حازمة وواضحة لأطفالهم، وبخاصة
الصعبين منهم إزاء سلوكيات فوضوية أو منافية للسلوك الحسن، وليس استجداء
الأولاد والتوسل إليهم للكف عنها.

* إذا قررت الأم أن تطبق عقوبة
الحجز في غرفة من غرف المنزل لمدة معينة (وهذه عقوبة فعالة في التأديب
وتهذيب السلوك) عليها أن تأمر الولد أو البنت بتنفيذ العقوبة فورا وبلا
تلكؤ أو تردد. الأمر الذي نعنيه ليس معناه أن تكون عسكرياً تقود أسرتك كما
يقود القائد أفراد وحدته العسكرية، وإنما أن تكون حازماً في أسلوبك.

متى تعطى الأوامر للطفل؟
تعطى الأوامر للطفل في الحالتين التاليتين:
1- عندما ترغب أن يكف الطفل عن الاستمرار في سلوك غير مرغوب، وتشعر أنه قد يعصيك إذا ما التمست منه أن يتخلى عنه.
2- إذا وجدت أن على طفلك إظهار سلوك خاص، وتعتقد أنه سيعصيك لو التمست منه هذا إظهار هذا السلوك.

كيف تعطى الأوامر للطفل؟
لنفترض
أنك دخلت غرفة الجلوس فوجدت أحمد، ابنك الصعب القيادة، يقفز على مقاعد
الجلوس القماشية قفزاً مؤذياً للفراش الذي يغلف هذه المقاعد، وقررت إجبار
الولد على الكف عن هذا اللعب التخريبي.

هنا تعطي تعليماتك بالصورة التالية:
1- قطب وجهك واجعل العبوس يعتلي أمارات الوجه.
2- سدد إليه نظرات حادة تعبر عن الغضب والاستياء.
3- ثبت نظرك في عينيه وناده باسمه.
4-
أعطه أمراً حازماً صارماً بصوت قاس تقول فيه: "أحمد.. أنت تقفز على
المقاعد، وهذا خرق للنظام السائد في البيت.. كف عن هذا السلوك فوراً ولا
تقل كلمة واحدة".
5- يجب أن يكون الأمر واضحاً وغير غامض.
مثال:
إذا أمرت طفلك بالصيغة التالية: "سميرة تعالي إلى هنا وضعي هذه الألعاب على
الرف" فإنها بهذا الأمر الواضح لا عذر لها بالتذرع بأي شيء يمنعها من
التنفيذ.
أما لو قلت لها: "لا تتركي الألعاب ملقاة هكذا" فإنها ستتصرف وفق ما يحلو لها عكس مرادك ورغبتك؛ لأن الأمر كان غير واضح.
6-
لا تطرح سؤالاً ولا تعط تعليقاً غير مباشر عندما تأمر ابنك أو ابنتك، فلا
تقل له: "ليس من المستحسن القفز على المقاعد"، ولا أيضاً "لماذا تقفز على
المقاعد؟" لأنه سيرد عليك، وبذلك تعطي لطفلك الفرصة لاختلاق التبريرات،
فالقول الحاسم هو أن تأمر طفلك بالكف عن القفز دون إعطاء أي تبرير أو
تفسير.
7- إذا تجاهل الطفل أمرك وتمادى في سلوكه المخرب ليعرف إلى أي
مدى أنت مصر على تنفيذ أمرك هنا لا يجب عليك اللجوء إلى الضرب أو التهديد
لتأكيد إصرارك على أمرك، فمثل رد الفعل هذا قد يعقد الموقف ويزيد عناد
الولد وتحديه لك. الحل بسيط نسبياً: ما عليك إلا أن تلجأ إلى حجزه في مكان
ما من البيت لمدة معينة.

ثالثاً: الأطفال يحتاجون إلى الانضباط والحب معاً
الانضباط
يعني تعليم الطفل السيطرة على ذاته والسلوك الحسن المقبول وطفلك يتعلم
احترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقي الحب والانضباط من جانبك.

لماذا لا يتمكن بعض الآباء من فرض الانضباط على أولادهم؟
يجب
أن يكون هناك الوعي الكافي لدى الآباء في الأخذ بالانضباط لتهذيب سلوك
أطفالهم وإزالة مقاومتهم حيال ذلك، وهذا يتحقق إذا باشروا برغبة تنبع من
داخلهم في تبديل سلوكهم.

يمكن إيجاز الأسباب المتعددة التي تمنع الآباء من تبديل سلوكهم بالآتي:

1- الأم الفاقدة الأمل (اليائسة): تشعر هذه الأم أنها عاجزة عن تبديل ذاتها، وتتصرف دائماً تصرفاً سيئاً متخبطة في مزاجها وسلوكها.
مثال:
في اليوم الأخير من المدرسة توقفت الأم للحديث عن ولدها أحمد مع مدرسه.
هذه الأم تشكو من سوء سلوك ولدها أينما سنحت لها الفرصة لكل من يستمع لها
إلا أنها لم تحاول قط يوماً ضبط سلوك ابنها الصغير، وعندما كانت تتحدث مع
المدرس كان ابنها يلعب في برميل النفايات المفتوح.. قالت الأم: أنا عاجزة
عن القيام بأي إجراء تجاه سلوك ابني.. إنه لا يتصرف أبداً بما يفترض أن
يفعل. وبينما كانت مستغرقة بالحديث مع المعلم شاهد الاثنان كيف أن أحمد
يدخل إلى داخل برميل النفايات ويغوص فيه ثم يخرج. توجه المعلم نحو أمه
قائلا لها: أترين كيف يفعل ابنك؟! فأجابت الأم: نعم إنه اعتاد أن يتصرف على
هذه الصورة، والبارحة قفز إلى الوحل وتمرغ فيه.

الخطأ هنا: أن
الأم لم تحاول ولا مرة واحدة منعه من الدخول في النفايات والعبث بها، ولم
تسع إلى أن تأمره بالكف عن أفعاله السلوكية السيئة حيث كانت سلبية، متفرجة
فقط.

2- الأب الذي لا يتصدى ولا يؤكد ذاته: مثل هذا الأب لا يمتلك
الجرأة ولا المقدرة على التصدي لولده. إنه لا يتوقع من ولده الطاعة
والعقلانية، وولده يعرف ذلك، وفي بعض الأحيان يخاف الأب فقدان حب ولده له
إن لجأ إلى إجباره على ما يكره. كأن يسمع من ابنه: أنا أكرهك. أنت أب مخيف.
أرغب أن يكون لي أب جديد غيرك. مثل هذه الأقوال تخيف الوالد وتمنعه من أن
يفعل أي شيء يناهض سلوكه وتأديبه.

3- الأم أو الأب الضعيف الطاقة:
ونقصد هنا الوالدين ضعيفي الهمة والحيوية، اللذين لا يملكان القوة للتصدي
لولدهما العابث المستهتر المفرط النشاط، وقد يكون سبب ضعف الهمة وفقدان
الحيوية مرض الأم والأب بالاكتئاب الذي يجعلهما بعيدين عن أجواء الطفل
وحياته.

4- الأم التي تشعر بالإثم: ويتجلى هذا السلوك بالأم التي
تذم نفسها وتشعر بالإثم حيال سلوك ابنها الطائش، وتحس أن الخطيئة هي
خطيئتها في هذا السلوك وهي المسؤولة عن سوء سلوكه، ومثل هذه المشاعر التي
تلوم الذات تمنعها من اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد سلوك أطفالها.

5-
الأم أو الأب الغضوب: في بعض الأحيان نجد الأم أو الأب ينتابهما الغضب
والانفعال في كل مرة يؤدبان طفلهما، وسرعان ما يكتشفان أن ما يطلبانه من
طفلهما من هدوء وسلوك مقبول يفتقران هما إليه، لذلك فإن أفضل طريقة لضبط
انفعالاتهما في عملية تقويم السلوك وتهذيبه هي أن يُلجأ إلى عقوبة الحجز
لمدة زمنية رداً على سلوك طفلهما الطائش.

6- الأم التي تواجه
باعتراض يمنعها من تأديب الولد: في بعض الأحيان يعترض الأب على زوجته تأديب
ولدها أو العكس، لذلك لابد من تنسيق العملية التربوية باتفاق الأبوين على
الأهداف والوسائل المرغوبة الواجب تحقيقها في تربية سلوك الأولاد، ويجب عدم
الأخذ بأي رأي أو نصيحة يتقدم بها الغرباء فتمنع من تنفيذ ما سبق واتفق
عليه الزوجان.

7- الزوجان المتخاصمان: قد تؤدي المشاكل الزوجية
وغيرها من المواقف الحياتية الصعبة إلى إهمال مراقبة سلوك الأولاد نتيجة
الإنهاك الذي يعتريهما - مثل هذه الأجواء تحتاج إلى علاج أسري، وهذه
المسألة تكون من اختصاص المرشد النفسي الذي يقدم العون للوالدين ويعيد
للأسرة جوها التربوي السوي


__________________

لقد
درج بعض الابآء وللاسف الشديد على التشاجر امام ابنائهم دون مبالاة
بالنتائج التربوية المترتبة على ذلك والاثار المستقبلية التي قد تؤثر بشكل
او اخر على شخصية هولاء الاطفال وما قد ينقلونه من مظاهر سلوكية غير مقبولة
من عامة المجتمع الى مواقف سلوكية مقبولة يتفاعلون بها مع المجتمع ، لان
المظاهر غير المقبولة قد تؤثر على علاقاتهم الاجتماعية وصحتهم النفسية في
المجتمع من خلال فهمهم الخاطئ لطبيعة العلاقات الاسرية بين الاباء . لذا من
الامور التي على المربين والتربويين والمختصين في المجالات ذات الاعلاقة
التاكيد على توجيه الابآء عن طريق وسائل وطرائق متعددة تتضمن اساليب علمية
مدروسة ودقيقة عن الكيفية التي يمكن من خلالها التفاهم بين الابأء في
المشاكل التي تواجههم بعيدا عن مسامع الاطفال وللاسف الشديد يعتقد بعض
الابآء ان الشجار فيما بينهم والذي يتطور احيانا في بعض الاسر ليصل الى
مستوى الاعتداء البدني خاصة من الاب لايؤثر على الحالة النفسية للابناء على
اقل تقدير في المديات القريبة على الرغم من اظهار هولاء الابناء لمظاهر
سلوكية تدل على تاثرهم بهذا الشجار كالبكاء او الصراخ او الكآبة او
الانطواء

ان
الطفل في المراحل المبكرة من حياته يقوم بتقليد ومحاكات الكبار في المظاهر
السلوكية المختلفة وبالتالي فانه يكتسب ويقلد اي مظهر سلوكي يبديه الكبار
سواء كان هذا السلوك مقبول من المجتمع او غير مقبول ، وهنا مكمن الخطورة
مما يتطلب من الابآء ان يحرصوا اشد الحرص على نقال العادات والمظاهر
السلوكية المقبولة من المجتمع الى ابنائهم ، كما ان هذا الامر يتطلب من
التربويين ان يلاحظوا المظاهر السلوكية المختلفة للاطفال لاسيما في المراحل
الدراسية المبكرة لتشخيص المظاهر السلوكية غير المقبولة او التي تدل على
اخطاء تربوية لغرض معالجتها تربويا كي لاتنتقل الى الاطفال الاخرين في
المدرسة ، والذين تربوا في عوائل تؤكد على القيم التربوية الصحيحة خشية
عليهم من اكتساب تلك المظاهر السلوكية غير المقبولة وبالتالي تكون المدرسة
ادت دورا

صلاح الدين
عضو مميز
عضو مميز

عدد المساهمات : 1524
نقاط : 11387
تاريخ التسجيل : 08/05/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى